فسيفساء فزان ... اطروحة تاريخية

فــــــــزان


الأودية الجافة و الواحات المستغلة


فزان هي منطقة جغرافية واسعة تقع في الجنوب
الليبي يحدها شمالا منطقة خليج سرت امتدادا إلي الغرب ؛ الحمادة الحمراء


يذكر أن الاسم جاء تخليدا لقائد من اصل { قرطا جني } وقد كان احد قادة حملة {كورنيولوس بالبوس} التي يؤرخ لها بسنة 19 ق م


أهالي فزان هم خليط من تزاوج أنتج اللون
الحنطي في الغالب والملامح ذات السمات التي تختلف عن الجنس الزنجي أو جنس الشمال
المعروف ببشرته الفاتحة ويتعذر الفصل أحيانا إذ يتدرج لون البشرة لدى الفزازنه من
اللون الفاتح إلى اللون الأكثر غمقا





عناصر عربية مختلفة المنشأ حكمت فزان منهم
وبالتتالي


بنو الخطاب في أوائل الفتح الإسلامي مند عام 642م وعاصمتهم زويلة



ملوك برنو و كانم من 1258 م إلى أواخر القرن الخامس عشر وعاصمتهم تراغن


أولاد أمحمد الفاسي
سنة 1551 –1811 م
وعاصمتهم مرزق


الدولة العثمانية الأسرة القرهماليه -- 1811 - 1911 م وعاصمتهم
مرزق





{ فسيفساء فزان وتاريخها }


وما نلاحظه ونمسه في الواقع الحالي إن,أهالي فزان يكونون فسيفساء حية هي بقايا
عائلات قديمة تقطعت بها السبل في إيجاد رباط يصلها يبعضها ،تجد هده العائلات هنا
وهناك منتشرة في أنحاء فزان نذكر على سبيل المثال لا الحصر بقايا قبيلة آل بدر والتي تتواجد في قرية تمسان
حيث كان يقيم القائد عبد الرحمن أحد قادة أولاد
أمحمد الفاسي في منطقة الشاطي ، والذي عاش وعاصر سنة 1850
أما غير ذلك فهم كما ذكرت بقايا الثورات وحروب أوائل القرن
التاسع عشر،حينها لم يبقى اليابس والأخضر ومزقت الأوصال وقطعت الأوردة
والشرايين وأنكر الابن أبيه وجده خوفاً من التصفية الجسدية ونجى من بقى اليوم منهم
يكونون خلايا ( جمع خلية ) لعائلات ضاعت أنسابها للسبب نفسه ورغم وجود نشاط بجمع ما تبقى من وريقات أخفيت حينها يأمل
البعض في لم الشمل المشتت في قرى ومدن ليبيا والجوار .


هؤلاء هم من يعيشون في قرى مستقرة تعتمد على
الزراعة المروية ولا يعتمدون على الملكية القبلية أما الأرض الرعوية فقد ملكتها
قبائل أخرى مهاجرة تعتمد أساساً على الرعي والترحال بحثاً عن الكلاْ . أهالي فزان
لا يفضلون الرعي والترحال لما ينطوي عليه من مخاطر التصادم بين القبائل .


نلاحظ أن الحزام الشمالي لمنطقة الشاطي هي
منطقة رعوية قسمت من قديم الزمان بين القبائل الرعوية الزاحفة من الشمال عدا أولاد الحسن والحطمان الدين يمثلون هجرة قديمة .


أعيب على أولئك الكتاب الذين يقسمون سكان
فزان إلى ثلاثة أقسام أحرار وأهالي وعبيد ، وتلك مغالطة لا تلزم التعميم . كانت
تجارة العبيد بين الشمال والجنوب ، وكانت ليبيا أحد المعابر لهده التجارة ثم
انحسرت وجرمت بعد مؤتمر سويسرا عام 1850 .


أجزم بأنه لا توجد في فزان سلالة أو قبيلة
ينظر إليها من هذا الباب وللأسف أولئك الكُتاب عبروا عن وجهة نظر بعض من يدعوا
إنهم أحرار وذلك قصور وضيق تفكير إدا وجد العبد بالشكل المذكور . أين نجد مالكيهم
أو أسيادهم أصحاب الملكية المستندية ، فالكل يدعي غير ما هو موجود بقدر ما هو في
العقول المخبولة .


الشكل جعل البعض يتبنى مبدأ الشكل وكل من يخالفه في الشكل أو السمات أو اللون
يعتبره ناقصاً أو كما يقول عبداً أو تابعاً .


هذه
الأيدلوجية زادت من تقطيع الوصل بين العائلات التي ذكرت سابقاً وبدلاً من أن يلتحم
بأبناء جلدته استبدل هويته خوفاً وطمعاً في الحصول على حماية من القبائل الكبرى
ولقد كانت لهدا أسباب وعوامل اجتماعية مفتعلة ، سيناريوهات أنتجتها السلطة
المتخلفة أريد بها باطل .. وأنا وغيري لا ننكر الفترة التاريخية السابقة فالعبودية
التي ذكرت حالات فردية استهجنت وأصبحت الآن عند ذكرها لفظ مشين لا يليق بالعصر .


ومن المعلوم أن آخر سفينتين محملة بالعبيد
القادمون من وسط أفريقيا منعت من دخول أوروبا بعد المؤتمر المذكور وكانت آخر محطة لهما في ميناء بنغازي
والإسكندرية. استعان عبد الجليل سيف النصر أتناء الثورة بجنود من
البرنو كان لهم الأثر في تمثيل فئة لها جذور زنجية بالإضافة إلى ما تبقى من الأسرة الكانمية مما عزز العدد بحيث يحسب على انه سلالة
من العبيد .


مع كامل تحياتي : محمد ساسي