وصف مبسط لحضرة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم
--------------------------------------------------------------------------------
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ ... ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
( ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم )
أغر عليه للنبوة خاتم * * من الله مشــهود يلوح ويشــهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه * * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله * * فذو العرش محــمود وهذا محــمد
( حسان بن ثابت )
أفضل أسماء النبي صلى الله عليه وسلم :أحمد ومحمد .
محمد : أي أكثر الناس محمودية من الله ثم من الخلق .
أحمد : أي أحمد الحامدين أو أكثر المخلوقات حمداً .
واسم محمد رؤي مكتوباً على ساق العرش وفي عدة مواضع في الجنة ..
قال العلامة الصالحي في سبيل الهدى والرشاد :
وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا ؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء.
وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ".
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن يونس القرشي، حدثنا قريش بن أنس (3) حدثنا كليب أبو وائل قال: غزونا في صدر هذا الزمان الهند، فوقعت في غيضة فإذا فيها شجر عليه ورد أحمر مكتوب فيه بالبياض: لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وروى ابن عساكر عن كعب الأحبار قال: إن الله أنزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والرسل، ثم أقبل على ابنه شيث فقال يا بني أنت خليفتي من بعدي، فحذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد صلى الله عليه وسلم، فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين، ثم طفت في السماوات فلم أر في السماوات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصرا ولا غرفة إلا واسم محمد مكتوب عليه، ولقد رأيت اسم محمد على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة، وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة، فأكثر ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها. اهـ .
قال في المواهب اللدنية : ( اعلم أن من تمام الايمان به صالله عليه وسلم الايمان بأن الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا بعده خلق آدمي مثله .
ولله در البوصيري حيث قال :
فهو الذي تم معناه وصورته *** ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسمِ
منزه عن شريك في محاسنه *** فجوهر الحـسن فيه غير منقسمِ
وقد حكى القرطبي رحمه الله تعالى في ( كتاب الصلاة ) أنه قال : لم يظهر لنا تمام حسنه صلى الله عليه وسلم , لأنه لو ظهر لنا تمام حسنه لما طاقت أعيننا رؤيته صلى الله عليه وسلم ) اهـ .
من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم خاصية ( الكمال ) .. الكمال في كل شئ حتى في صورة جسمه .. فمن خصائص جسمه الشريف أن كل عضو منه لا يستطيع الواصف أن يصف كمالاً أحسن أو أفضل منه .. ولذلك فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تتسلل إلى قلب من يقرأ وصف جسمه فقط دون أن يقرأ أخلاقه ..
كان الحبيب النبي حسن الجسم حسن الوجه يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر , اذا رأيته كأنك رأيت الشمس طالعة , وكان وسطاً ليس بطويل ولا قصير . واسع الصدر عريض الظهر , صدره وبطنه سواء , قوي البدن , شديد سواد العين وكذا بياضها , وفي بياضها حمرة من عروق خفيفة . وكان طويل الرموش لدرجة أن رموشه تكاد تلتف على بعضها من طولها صلى الله عليه وسلم . وكان شعره إلى شحمة أذنه , وكان حاجباه يكادان يتصلان إلا أن بينهما فرجة خفيفة لا تظهر إلا للمتأمل عن قرب .
من رآه لأول وهلة هابه , ومن خالطه أحبه وهام به ولم يصبر عن فراقه , ولذلك كان عليه الصلاة والسلام اذا سأل أحدهم أن يتمنى عليه أو قال له : هل لك حاجة ؟ قال على الفور : يا رسول الله ، مرافقتك في الجنة ، ويأتيه الآخر يشكو إليه أنه يحمل هم مفارقته في الجنة لأنه سيكون في درجة أقل منه وهو في الفردوس الأعلى .. فكان الحبيب يطمئنهم بأن المرء مع من أحب , وربما أمرهم بكثرة السجود .
وكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان اذا جلس علا كتفه جميع الجالسين , وما ماشاه شخص طويل إلا طاله عليه الصلاة والسلام , وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما , فإذا فارقاه نُسبا إلى الطول ونسب هو عليه الصلاة والسلام إلى التوسط ( الربعة ) .
اذا التفت التفت جميعاً ( أي أنه ما كان ينظر شزراً بجوانب عينيه كالمتكبرين وانما كان سهلاً في أخلاقه عليه الصلاة والسلام ) , وكان خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء , يصف الصحابة مشيته فيقولون كانت مشيته سريعة بقوة , كان مشيه تكفؤاً كأنما يتقلع أو ينحط من صبب , وكان اذا مشى لم يلتفت , كانت خطاه متقاربة سريعة , متماسكاً غير مسترخي البدن في مشيته , وكانت هيئة مشيته على سنن المشي المتواضع كمقدم السفينة حينما تبحر وسط الأمواج . وكان لا يحب أن يمشي الناس خلفه , فإن كانوا اثنين أو ثلاثة مشى بينهم وإن كانوا جماعة قدم بعضهم , لا يتقدم أصحابه تواضعاً لله وانما كان يمشي في آخر القوم تاركاً ظهره للملائكة ..
يقول أبو هريرة رضي الله عنه : ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما الأرض تُطْوَي له، وإنا لنجهد أنفسنا، وإنه لغير مكترث .
وقال كعب بن مالك : كان إذا سُرَّ استنار وجهه، حتى كأنه قطعة قمر .
وعرق مرة وهو عند عائشة رضي الله عنها يَخْصِفُ نعلاً ، وهي تغزل غزلاً ، فجعلت تبرُقُ أساريرُ وجهِه، فلما رأته بُهِتَتْ وقالت : والله لو رآك أبو كَبِير الهُذَلي لعلم أنك أحق بشعره من غيرك :
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ** برقت كبرق العارض المتهلل
وكان أبو بكر إذا رآه يقول :
أمين مصطفى بالخير يدعو ** كضوء البدر زايله الظلام
__________________
على رأس هذا الكـون نعل محمـد ***** علت فجميع الخلق تحت ظلاله
لدى الطور موسى نودي اخلع وأحمد *** على القرب لم يؤمر بخلع نعالـه