الصور الفنية في شعر علي الفزاني
إن الشاعر على الفزاني أحد الشعراء الرواد في حركة الشعر الليبي الحديث وقد تميز بغزارة نتاجه الشعري وتنوع الرؤى والتجربة ، وقد تناولت أعماله بالنقد والدراسة عدة دراسات أكاديمية ، من بينها "الصورة الفنية في شعر على الفزاني " للباحثة حنان محمد شلوف وتحت إشراف أ. د.مصطفى محمد أبوشعالة ، وقد تكونت لجنة المناقشة من د. ساسي سعيد بن رمضان ود. محمد محمد الجطلاوي.
وقد تناولت الدراسة مفهوم الصورة الفنية وما هيتها بوصفها الأداة الرئيسة لكشف عن العالم الخفي للشعر فضلاً عما تمنحه من أساس ملموس ، ووسيلة جوهرية لتلمس التفرد وتحديد ما أمكن من مظاهره ، فوقفت الدراسة عند مفهوم الصورة لدى القدماء ، وسلطت الضوء حول قضية معرفتهم لهذا المصطلح ، ثم تناولت مفهوم الصورة لدى المحدثين وقد صنفت تعريفاتها في إطارين
، ثم رصدت للعناصر المكونة للصورة وهي الذاكرة والحواس ، والخيال ، كما عمدت إلى تسليط الضوء على اختلاف طبيعتها وسماتها تبعاً للمذهب الذي تنتمي إليه ، ثم حددت أهميتها بالنسبة للمتلقي والمبدع والنص .
كما تناولت الدراسة أهم الأنماط التصويرية في شعر على الفزاني التي كان أهمها التشبيه والاستعارة والقناع بنمطيه والتناص بأنماطه الثلاثة وقد حاولت من خلال هذه الأنماط استقاء أسلوبه في توظيف الأنماط الموروثة والحديثة ومدى تمكنه من التجدد فيها .
كما وقفت عند بنية الصورة السردية في شعر على الفزاني ، من خلال تتبع بعض البدايات السردية المستعملة في أسلوب الحكاية ، فتناولت أهم عناصر هذه البنية التي تجلت في عنصري الشخصية ، والمكان ، وقد رصدت في مبحث الشخصية لأنماط الشخصيات التي تناولها الفزاني فكان بعضها عنصراً محوراً في رسم الصورة لديه وبعضها الأخر كان عنصر جزئياً ، وقد تعددت أنماط هذه الشخصيات بين الشخصيات التاريخية التي احتلت أعلى نسبة ورود لديه وقد قسمتها إلى شخصيات ذات أثر إيجابي وأخرى ذات أثر سلبي ، معتمدة في هذا التقسيم على ارتباطها بوعي المتلقي ، كما وقفت عند الشخصيات الفكرية التي وظفها في بناء صورة وقد قسمتها حسب استعماله لها إلى شخصيات وردت في التصدير وأخرى منسربة في جسد النص قسمتها بدورها إلى شخصيات واقعية وأخرى مبتدعة تم تناولت توظيفه للشخصية الشعبية التي قسمتها إلى خرافية وتاريخية متبعه في هذا التقسيم الدكتور ساسي سعيد بن رمضان ، كما وقفت عند الشخصية الصوفية والأسطورية مع الوقوف مطولاً عند مفهوم الأسطورة وعلاقتها بالشعر . وأخيراً تناولت عنصر المكان بوصفه عنصراً فاعلاً في البنية السردية للصورة الفنية