من أجل ليبيا الغد
فيه فلوس ..ليبيا دولة غنية .. عبارات دائما نسمعها من المواطن البسيط ليبرر إهماله وتقصيره في أداء واجباته ، وليبرر عبثه بعدم احترامه للقانون ، ويقولها المسوؤل ليبرر أخطاءه ...!
نعم كلنا نردد هذه العبارات بين الحين والأخر ... لماذا ...؟ ليس إلا لنعطي أنفسنا مبررات عن تبذيرنا وإهمالنا وجناياتنا في أداء واجباتنا تجاه الوطن ..تجاه المصلحة العامة ..هذه المصلحة هي المتضرر الأول والأخير نتيجة لإهمالنا وتسيبنا ، المصلحة التي هي لي ولك أنت أيها المواطن فانا وأنت نشكل ليبيا فهي بطبيعة الحال تتشكل من الأفراد ، فكم هو عجيب أمرنا نعبث ونهمل ونواصل عبثنا ونتظاهر به ونراه ولاننكره ، لأنه يقع في محيطنا المحدود ، ولأننا دائما مقتنعين تماما بان الدولة غنية .....! نعم الدولة غنية وفيه فلوس والحمد لله ، يجب أن نفكر بعقولنا ونعيد النظر في هذه العبارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع ، لو فكرنا قليلا ووقفنا لبرهة مع أنفسنا مصلحة الوطن من هو المستفيد منها .. ؟ أم أن مصالحنا الشخصية وحياة البذخ والراحة التي تعودنا عليها أولى من مصلحة الوطن ، والدولة غنية ولا يهمنا إذا انقلبت الدنيا على من فيها المهم نفسي .. وما يهمنا إذا بقينا في أعداد الدول النامية أو بالأصح المتخلفة ، فلو وافقتكم الرأي وعشنا حياة البذخ وامتلاء البطون فكيف سيكون حال التعليم عندنا سيزداد سوء أكثر مما عليه الآن ، سيأتي الطالب ربما للمدرس ويقول " أنا أقرأ بفلوسي " كما هو حاصل في بعض المدارس الخاصة ، وماذا سيحدث للصحة فهي الآن تحتضر تريد من يعالجها ، فنحن بحاجة إلي كل دينار من ثروتنا بل إلي كل قرش لتنمية هذا البلد ، لنعيش حياة أمنة مطمئنة بعيدا عن الأنانية بعيدا عن الإمراض والأوبئة ، لعلنا نتسأل إن هناك من يبدر هذه الثروة ونحن لا نستفيد شيئا منها إلا الحسرة ..؟ إذا صدر سوء تصرف من هذا أو ذاك أو اتخذ قرارا عشوائيا فكل يعمل بضميره .. ففي نهاية الأمر أنا وأنت وهو كلنا يجب إن نعمل لصالح الوطن ، إذا حدث تقصير منه فهذا لايعني إن نصب جام غضبنا على الوطن ،لان الوطن محتاج إلينا أنا وأنت كما نحن محتاجين إليه ، دعونا من هذه العبارات ولنلحق بركب الدول المتقدمة اليابان مثلا دمرت تماما وهي جزر صغيرة ولكنها استطاعت إن تقف خلال فترة وجيزة وتلحق بركب الكبار ، ماليزيا وسنغافورة خلال أربع سنوات فقط استطعن إن يطورن من نفسيهما ليصبحن من دول العالم الثاني أما نحن" مكانك راوح " كلما تقدمنا خطوة تراجعنا أتنين للخلف والسبب ليبيا غنية وعندها فلوس ، إذا كانت الدولة غنية وعندها فلوس إذا هذا يعني إن راس المال متوفر وكذلك الأرض أي إن الموارد الطبيعة متوفرة أي إن التقصير من العنصر البشري الذي يعتبر أهم عناصر الإنتاج للدولة إذا التقصير مني أنا وأنت ومنه هو أيها المواطن بدلا من الاعتماد على هذه العبارات دعونا نسلك طريقا واحدا سلكته قبلنا دول كانت متأخرة وتقدمت ، وهذا لن يتأتى مادمنا نفكر بعقول التخمة التي تصدت من الكلام الفارغ الذي لا ينفع ، وهذه أمثلة من الواقع توضح لنا كم نحن متأخرين عن تلك الدول ، موظف الصحة عندما يزور الشهادة الصحية للعمالة الوافدة بطريقة غير شرعية و بمبلغ زهيد وهذا الوافد يحمل في داخله جميع أمراض العالم ... يا ترى لو وقف لبرهة مع نفسه لو لقدر الله انتشر وباء بسب هذا الوافد فكم سيكلف الدولة ...؟ خطا بسيط من موظف الصحة يكلف الدولة الملايين ، وكذلك المدرس عندما ينعت الطالب بألفاظ ردئية بدائية فهل سننتظر التفوق من هذا الطالب ...؟ وعندما يعين المسوؤل أقاربه الغير أكفاء ويترك الأكفاء وأصحاب الشهادات العالية وعندما يقدم للمسالة يدافع أليسوا ليبين ولهم الحق كما للآخرين ، وعندما يعين صاحب الدبلوم المتوسط مديرا وخريج الإدارة حارسا للمنشات ... وعندما ...وعندما ...وعندما وهذا قليل من كثير .. إذا ما توفرت فينا الارداة للتغيير فلا أمل يرجى منا فلا نحن سننفع هذا الوطن ولا الوطن سيتقدم مادمنا لانزال نفكر بعقلية أنا وعائلتي وقبيلتي ، يجب أن ناخد برهة مع أنفسنا ونقوم جميعا بانقاد هذا الوطن ورعايته وان لا نبيع ضمائرنا اونقول أننا رميناها في سلة القمامة ، وكل من يفكر في بيع ضميره اورميه فليضع نفسه في صفوف الأعداء ، إنني لا أبالغ فيما كتبت وأنا مقتنع تماما بما كتبت ولن أتخلى عن وطني حتى أخر قطرة من دمي لان شعاري دائما أنا ليبيا وليبيا أنا فليكن شعارنا جميعا من أجل ليبيا الغد .