جدل ليبي لتسلم عصفور جائزة القذافي
محمد الزوي أمين مؤتمر الشعب العام يسلم الجائزة إلى جابر عصفور (لجزيرة نت)
خالد المهير-طرابلس
تسلم الناقد المصري جابر عصفور جائزة الزعيم الليبي معمر القذافي للآداب، وسط انتقادات من أدباء ليبيين اعتبروا أن الجائزة كان أولى بها الأدب الليبي.
وجرى تسليم الجائزة التي تبلغ قيمتها مائتي ألف دولار (ربع مليون دينار ليبي) في حفل أقيم بالعاصمة الليبية طرابلس.
وقال الكاتب سعد نافو مسؤول الثقافة في المنطقة الشرقية للجزيرة نت إن عصفور -وهو مدير المركز القومي للترجمة بالقاهرة- أهل للجائزة لاعتزازه بالفكر القومي والعربي ومكانته الأدبية.
وأضاف للجزيرة نت أن هناك مبررات منطقية لمنحه الجائزة هذا العام، مشيرا إلى أن معايير الجوائز الدولية –ومن بينها جائزة القذافي- لا تتوقف عند جنسية المبدع أو الكاتب، معربا عن تمنياته باستمرار الجائزة ومنحها في الدورات المقبلة لكتاب ليبيين.
كتاب يهاجمون
غير أن أدباء ليبيين شنوا هجوما لاذعا على مؤسسة الثقافة، معتبرين أن الجهة المعنية بالمثقفين "لا علاقة لها بالمثقف الليبي".
محمد المغبوب قال إن الأدب الليبي أحق بأن يكرم (الجزيرة نت)
وقال الكاتب محمد المغبوب إن الجائزة -المخصصة للأدب والتي تحمل اسم القذافي الذي يقود ثورة وله نظرية عالمية وصاحب فكر إنساني- "الأولى بها الأديب الليبي دون العالمين".
وعزا هذا الرأي إلى أن الأدب الليبي نتاج خمسة عقود، وتمرحل من الملكية إلى الثورية إلى الجمهورية إلى الجماهيرية، حيث أخذت أجناس الأدب من كل هذه المراحل وشكلت منتوجها الأدبي.
وتمنى في حديثه للجزيرة نت إسناد الجائزة إلى أسماء ليبية بارزة في المشهد الأدبي، رافضا إسنادها إلى ناقد من الخارج، وفي مجال النقد الذي لم تمنح فيه "جائزة نوبل لأحد".
الكاتب الوطني
من جانبه اعتبر الشاعر صالح قادربوه أن "مؤسسة الثقافة تعتبر المثقفين الليبيين كتابا من الدرجة الثانية، فعشرة ليبيين بحسب جائزة الدولة التقديرية يساوون كاتبا واحدا".
ولايشك الناقد محمد الترهوني في مكانة عصفور الأدبية، لكنه قال للجزيرة نت إن منحه جائزة بهذا القدر "إهانة" للمثقف الليبي الذي مازال يتقاضى 30 دينارا ليبيا عن كتابة المقالة في الصحافة الرسمية.
وانتقد الترهوني طريقة تعامل مؤسسة الثقافة مع الكاتب الوطني، ففي وقت تدفع فيه بسخاء للكاتب العربي، تتجاهل هذه المؤسسة مطالب الكاتب الليبي في المشاركات الخارجية والتفرغ والحصول على حقوقه المشروعة، مؤكداً أن مثل هذا المبلغ قد يساعد كتابا ليبيين على "احتراف الكتابة".
محمد الترهوني: منح الجائزة بهذه الطريقة إهانة للمثقف الليبي (الجزيرة نت)
وهاجم الكاتب أبو القاسم المزداوي قرار بلاده، مشيراً إلى أن مصر "لم تكرم أي كاتب ليبي باستثناء حالات قليلة، دون أن تصل قيمة هذه الجوائز حتى إلى عشر قيمة جائزة القذافي".
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أنه "كان من الأولى أن توزع ولو على 100 أو 200 ليبي يستحقونها عن جدارة واستحقاق، وفي حاجة ماسة إليها"، مضيفاً أن "المصريين من أمثال عصفور وغيره لهم ألف فرصة وفرصة في التكريم خارج بلدهم، بينما فرصة المبدع الليبي قليلة حتى في التعريف به خارج وطنه لأسباب عديدة ومتعددة يصعب حصرها أو ذكرها".
تفادي الرفض
وفي نظر الروائي محمد العريشية فإن منح الجائزة لعصفور هو محاولة من لجنة الجائزة لتفادي أي رفض آخر، بعد رفض الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو استلام الجائزة العام الماضي.
وحسب العريشية فإن "السؤال الأهم ليس عن أعمال عصفور التي لم تقرأ في ليبيا ليحصل بموجبها على الجائزة، أو عن القيمة المادية الكبيرة للجائزة كما يرى بعض المثقفين الليبيين الذين تحركهم دائما دوافع مادية، بل هو ماذا بعد هذه الجائزة الأدبية الكبيرة؟".
وتساءل "هل ستساهم هذه الجائزة في تهيئة المناخ الثقافي الليبي بحيث نشهد أجيالا ليبية فاعلة ثقافيا وفكريا وسياسيا؟ أم إن الأمر سيكون على ما هو عليه الآن من ركود ثقافي إلى درجة التردي؟ "هل ستمكن هذه الجائزة المثقفين الليبيين من إبراز آرائهم حول كل ما يجد في الوسط الثقافي الليبي بدلا من صمتهم الدائم وظهورهم المحتشم في الأوساط الثقافية العربية؟".