التاريخ ليس مسودة والجيل القادم له حق المعرفة

[center]السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته


إلي كل أهلي
وأحبابي من ادري والي كل شباب وأبناء والمبدعين والمفكرين وكبار الشيوخ العقلاء في
وادي الشاطئ


من اشكدة
مرورا حتي أخر رمال ادري


في
المقدمة


فاني قد
كتبت هذا الموضوع ردا علي أحدي المواضيع
التي شاهدتها ورأيتها في احدي المنتديات وقد قام بكتابتها شخص ليس بالضرورة ذكره
... وأتمني أن يجمعنا يوم أو يأتي ويري ما ردي علي ما كتبه


باختصار
لما ذكره فقد وضح وجهة نظره ولست معارضا له ولكني بالتالي سأعرض وجهة نظري


فقد شرح
في نهاية مقالته الجميلة عن وصفه لأحدي القرى ومع براعة وصفه وبراعة ما كتب
وجمالها فقد أخطأ حيننا


عندما
كتب رثاء علي التاريخ ... ولكنه أوضح أوجها أخري جميلة ... حيث قال بأن التاريخ
ندرسه لنأخذ منه العبرة لا أن نقوم بالأنشطة التراثية أو كما قال


لكني أقول
له .. بان هذه الفعاليات والأنشطة ليست سوي وسيلة لإثراء الفكر ولكي نحفظ تراثنا
ونبني بها مستقبلنا


حتي لا
يطمر ما لنا من تقاليد أو عادات جميلة أو شعر وشخصيات مفكرة وعظيمة


فقد صدمت
حقا عندما شاهدت ما كتبه بينما كنت بصدد التفكير في موضوع يقابل ما قام برثائه بل
وأقوي مما رثاه


فبينما
لا يريد هو إنشاء الفعاليات و المهرجانات التراثية أقول له بأنني كنت ولو عشت وطال
بي العمر فإن أول ما كنت سأفعله هو بناء ما هدم من أثار ولوا بطريقة غير مشابه ..
لكن ولحبي للتراث كنت لأقوم بصنع الحجارة الطينية وصناعة البيوت القديمة التي هدمت
وإعادة ترميم لكثير مما طمس


فلماذا
هذه النظرة الصعبة والحدقة التي لا تعلمون جيدا
ماذا تفعلون بها فهي محطمة وقد تخسرون بها الكثير من الأشياء


أخي
العزيز ... ليس التاريخ ملها ولا لعبة نلعب بها ... كما قلت أنت ... بل يجب أن
نأخذ من عبرهم ونستفيد ولكن لماذا لا نجعله خِرجَا ثقافيا لنا ... فلن تعلم كيف
تبني حضارتك إن لم ترجع للخلف


قد تكون
لك نظرة سيئة قد واجهتك عندما كنت تريد معرفة معني التاريخ الحقيقية لكني أقول لك وأنا
بهذا العمر


اشتم
واحتقر كل من حاول عمدا طمس ما يفيد .. وان كنت تراه لا يفيد .. فانا سأستفيد منه
فلا تحرقه


إخوتي ..
أوجه لكم نداء من قلب شاب لم يبلغ 18 بعد ... إن ما تتجاهلونه أو ما تردمونه تحت
أقدامكم من تراث ومعلومات ستسبب لنا إحباطا هائلا نحن الشباب المحبين للتطلع
ومطالعة التاريخ ... نعم نحن نحب التاريخ


لكن كيف
بشخص يقرأ تاريخ الأجانب ولا تجد عنده ولو معلومة عن أجداده وكيف عاشوا وماذا بنوا
وما دليلك


إلي كل
ذالك _ وما قصدته بأجداد كنت المح للماضي البعيد لا للقريب


وبعد هذه
المقدمة الطويلة لا يسعني سوي شكر كل من ساهم في إثراء ثقافاتنا العريقة وأناشد كل
من اخذ فكرة خاطئة عن تاريخنا .. واشد علي يد كل من يريد التعاون وأخذ العبر من
تاريخ أجداده


وان
موضوعي الحقيقي كان عن بناء الأجيال


ليس أي أجيال



إن
زماننا هذا كثير التعقيد كثير التحديات ، كما أنه كثير الفرص والبدائل والمعطيات .
وإن كثير من الناس يعانون من كثرة الانشغال وغياب وعيهم عن كثير من القيم
والمفهومات التي تشكل جوهر حياتهم. ويضحي النجاح في لفت انتباههم إليها عملا قيما
في حد ذاته؛ ولو كانت استجابة الناس محدودة


وكما ذكر
صاحب الموضوع الأصلي فلابد من أن نبذل ما نستطيع من جهد في سبيل إثارة اهتمام
جماهير المسلمين نحو قضايا التربية والتعليم


ولكنني
سأقتصر بكلامي علي موضوع أخر وهو بناء جيل التراث هو طريقة للحضارة


وبوصف
التربية والتعليم من القضايا الأكثر فاعلية في تشكيل ملامح الأجيال الجديدة ولن
نستطيع أن ندرك مدي حاجتنا إلي المدارس الجيدة إلا إذا تصورنا جيلا من غير قراءة
ولا كتابة


وآنذاك
لن نري سوي الأمية وضيق الأفق والسذاجة والخرافة وتدهور الشخصية وتفاهة الاهتمامات
.. وهذا يعني انهيارا كاملا للإنسان وبالتالي للمجتمع


اضف الي هذا
انه بسبب ضعف الحراك الاجتماعي وبطء التغير والتطور ، كانت طموحات الناس محدودة ،
والامال التي تداعبهم بحدوث طفرات واسعة في أحوال معيشتهم كانت هي الاخري ضئيلة
جدا


أي جيل
نبني


هذا
السؤال يعد من أكثر الاسئلة مركزية وجوهرية في مقام التربية ؛ حيث إن معرفة المواصفات
التي يجب ان تتوفر في الجيل القادم – تعد اكبر مساعد لنا علي معرفة نوعية
الاهتمامات التي سنثيرها في نفوس أبنائنا وطلابنا ، ونوعية الانماط السلوكية التي
نوجههم اليها ، والافكار والمعطيات الثقافية التي نحفزهم علي تشربها


ان الامم
حين تمارس التربية في البيوت ، وحين تضع المناهج لابنائها في المدارس ؛ تنطلق من
مجموعة من المبادئ والمفهومات التي تشكل الارضية العامة التي يلتقي فيها حاضرها مع
ماضيها من أجل مستقبلها


وهذه
المفهومات كثيرا مايشوبها الغموض والاختلاط في بعض المجتمعات والحقيقة ان هذه
المشكلة لا تقتصر علي البيوت ولا علي الاشخاص الذين هم اقل ثقافة ، وانما تمتد الي
بعض الذين فرغوا أنفسهم لمهنة التعليم ؛ اذ إن أعدادا ليست قليلة منهم ينشغلون
بالتخصص عن امتلاك الثقافة الاسلامية الجيدة وبالاخص ايضا الثقافة التراثية .. كما ان
ثقافتهم العامة تكون ايضا دون المستوي المطلوب


يعيش
العالم الاسلامي ككل اليوم في مركز اعصار العولمة ، حيث وضع العالم فيما يشبه
الخلاطة الكبيرة ، ولم يعد هنالك شئ مغلق او بعيد فكل شئ يصبح سهل ولكن ولعدم وجود
النية تري الاشياء تبتعد شيئا فشيئا


والعزلة
التي كانت تحمي الامم الضعيفة خصوصيتها الثقافية من خلالها صارت الان علي مستويات
عدة مستحيلة . واصبحت السمكة الصغيرة امام السمكة الكبيرة وجها لوجه فماذا عساها
ان تفعل


مما
افادتنا به الخبرة والتجربة ان الاعمال الحضارية الكبري لا تقوم الا عن طريق
الحماسة والرغبة والمبادرة الحرة ؛ وأن الامم العظيمة لا تشيد صروحها الحضارية عن
طريق فرض القيود ولا عن طريق المنع والزجر والتخويف ، وانما عن طريق التحفيز
والتشجيع والمكافأة والمشاركة الواسعة


من المهم
جدا أن نوقف التدهور الحاصل الان ، ونقوم بالعمل بجدية علي توجيه الناشئة نحو
الاقبال علي تحقيق سعادة لا تحتاج الي المال ولا تدخل المرء في صراع مع الاخرين


لو عدنا
الي التربية الاسرية التي تلقيناها ونحن صغار ، ولو عدنا كذالك الي اسلوب التعليم
الذي تعلمنا به في المدارس – لوجدنا ان الكبار كانوا يمارسون عملية الغاء للصغار ،
فتكلم الصغير امام الكبير مخل بالادب الرفيع الذي يجب ان يتحلي به الناشئ





ان
طلابنا يملكون الكثير من الؤي والافكار الجميلة لكن لاننا مشغولون جدا بشرح
المناهج والمقررات فاننا لانتيح لهم الفرصة لاظهار مالديهم ويكون مصير تلك الافكار
والتي قد تكون حيوية اما الذبول والضمور واما الانحراف والاعوجاج


فهل ياتري سيستمر هذا الطمس
للتاريخ وسيصبح الطالب مليئا بالاحباط ...


الجيل الذي نتمناه .... جيل
ناضج ..... يعلم ماضيه وحاضره فيبني مستقبله





.