مذ سرونا حمد القوم السرى ..بارك الله لنا استقلالنا
وفي المثل:
عِنْدَ الصَّبَاح يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى
قيل إن أول مَنْ قال ذلك خالد بن الوليد لما بَعَثَ إليه أبو بكر رضي الله عنهما وهو باليمامة: أن سِرْ إلى العراق
فأرادَ خالدسُلوكَ المَفازة فقال له رافع الطائى: قد سلكتها في الجاهلية وهى خِمسٌ للإِبل الواردة ولا أظنك تقدِرُ عليها إلا أن تحمل من الماء.. ثم سَقَاها الماء حتى رَوِيت ثم كتَبَها وقفل أفواهها ثم سلك المَفَازة حتى إذا مضى يومان وخاف العطَشَ على الناس والخيل وخشى أن يذهب ما في بطونه الإبل نحَرَ الإبلَ واستخرج ما في بطونها من الماء ومضى فلما كان في الليلة الرابعة قال رافع:
انْظُرُوا هل تَرَوْنَ سِدْرا" عِظاماً؟ فإن رأيتموها وإلا فهو الهلاك
فنظر الناسُ فرأوا السِّدْر فأخبروه فكبَّر... وكَبَّر الناس ثم هجموا على الماء، فقال خالد:
للّه دَرُّ رَافِع أَنَّي اهْتَدَى
فَوّزَ من قُرَاقِر إلى سُوَى
خِمْساً إذا سار بِه الجيشُ بَكَى
ما سَارَهَا من قبله إنْسٌ يُرَى
عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى
وَتَنْجَلِي عَنهُمُ غَيَابَاتُ الْكَرَى
ويضرب للرجل يحتمل الَمشَّقةَ رَجَاءَ الراحة بعدها
والراحة لاتكون الا بعد نهاية المشاق فإيانا والراحة الكاذبة قبل أن ننهي كل الاخطاء السابقة لنبدأ صفحة جديدة من الاتجاه نحو وطن يسع الجميع.