fenir73 عضو مميز
رقم العضوية : 88
عدد المساهمات : 34 نقاط : 10211 الخبرة : 5 تاريخ التسجيل : 21/01/2011 العمر : 40
بطاقة الشخصية الولي: (5/5)
| موضوع: فرّشنا الحصير وغربلنا التراب الأربعاء فبراير 16, 2011 8:13 pm | |
| (أهازيج الخِتان) مجتمعنا غني بكم هائل من القيم والمعاني التي تحتويها عادات وتقاليد عريقة تشكّل في مجموعها بنيتنا الأصيلة الخالية من الزيف والتقليد الأعمى والتي وبكل أسف بدأنا ننبذها ونتنازل عنها رويداُ رويداُ ، ونحن هنا نحاول كلما إستطعنا تسليط الضوء على بعضٍ منها وسنستعرض معاً في هذا الموضوع إحدى هذه العادات الحميدة ألا وهو: الخِتان ( الطّهار)، فلنبدأ على بركة الله : يُحضّر أهل الطفل أنفسهم إستعداداً لِطهارة إبنهم وإعداد العدة لذلك فيقومون بتنظيف البيت وترتيبه وإعادة تبييضه ( تلبينه ) ليصبح جاهزاً لإستقبال المهنئين لائقاً بالحدث المقبلين عليه ويذبحون الذبائح ويرسلون الأطفال الى الأهل والجيران يُعلِمونهم بالمناسبة ويدعونهم لمشاركتهم فرحتهم الغامرة .
يمتد (عرس) الطّهارعلى مدى عدة أيام إبتداءً من يوم الثلاثاء ، حيث تقوم النساء بدايةً بـ ( دق الصخاب ) وهو مزيج من الأعشاب العطرية بعد سحقها في المدق (الكرو - المهراس) النحاسي بعد تنظيفه جيداً ، تدُق الحاضرات مكونات الصخاب وهن يترنمن بأبيات ( التبريش ) وسط جَلَبة وضجيج هي نتاج خليط من الغناء والزغاريد والضحك والمناداة ( التضبيح ) فيرددن:
صلوا على طيّب محـلاه يــا نــــاس بالله على الحبيب رســـول اللهصلوا على طيـّب الزينين محمد وجـبرين وعلى الصحابة مجتمعين بالله صلــــــوا يا جماعة في كـــل ساعة على النبي طـيّب الشفاعة أحنــــــا بيتنا بيت العادة وكـــــثّر أولاده واعمي عيــــــون حسّادة يا سعـــد يا مسعود تعال من روس لجبال انبـــوك تحضر هلمــوال يا سعــد يا مسعود أرزمّ أحضـــر تكلـــمّ ليــا ضبحـولك قـول نعمّ
يستمر التبريش بهذه الأبيات وغيرها كثير حتى تنتهي النساء من دق الصخاب وقولبته بأشكال هندسية صغيرة وجميلة على شكل مثلثات مثقوبة في منتصفها .
وفي يوم الأربعاء يلتئم شمل النسوة ثانيةً ليقمن بـ (نظم الصخاب) الذي تم إعداده في اليوم السابق ، يُنظم في سلك ليكون على شكل عِقد ، كل ذلك وهن يذكرن الله ويصلين على نبيه بأبيات التبريش .
تقوم أم الطفل عشية الخميس اليوم الذي يسبق يوم الطّهارة بتزيّينه ( تُشبّيبه ) فيما يسمى بـ (الشّْباب) ، فهو العريس المُنتَظر ونجم الحفل المرتَقب ، تكحِّل عينيه وتُلبسه ثوب أبيض جديد فضفاض يسمى ( سوريّة مسيّحة ) فُصّلت خصيصاً لهذه المناسبة وزُيّنت بنقوش إسلامية زاهية على هيئة (ختمة) يُستخدم في رسمها الزعفران والصمغ ، وتُقلده عِقد الصخاب المنظوم على طريقة لبس الوسام أو النوط ويعلّق معه بنفس الطريقة (الحِرز) وهو محفظة مصنوعة من الجلد ذات حِزام طويل يوضع بداخلها القرآن الكريم ، ويغطى رأس الطفل بطاقية تتدلى منها تميمتين من الصخاب وصُرة صغيرة من الجدرة المدقوقة مزينة بمجموعة من الودع وأزرار بيضاء لامعة يُطلق عليها ( السمس مفردها سمسة ) ، ثم يُعصب جبينه بمحرمة رأس تم ثنيها مسبقاً إلى عدة ثنيات ، فإذا إكتمل تشّبيبه ينطلق به الأولاد الذين يدرسون القرآن والعلوم الدينية بعد إستئذان مُعلِمهم (الفقيه) فيحملونه إذا كان صغيراً غير قادر علي المشي أو يسير على قدميه برفقتهم ، يطوفون به على بيوت الأقارب والجيران وهم يرددون ( التبشير ):
البشـــير النـــذير الســــراج المنيرسيدنـــــــا محمد صلى الله عليـــه صلـــوا لله ربنا على النور المبين احمد المصطفى سيّد المرسلــــين هاهي جت وهاهي جت بخــــــلاخيـــلها رنّـــــت على قبـر النبي صـــلّت ومن صلى عليه ربـــــح سيـّـــــدنـــــــــا محمـــد عليه صلـــوا ياحاضرين احمــــــــد المصـــطفى سيّــــــد المرسلــــــــــين
وفي ذات الوقت تصعد بعض النسوة إلى سطح البيت ويقمن برشق (راية الطهار) في مقدمته وهي عبارة عن عصا صغيرة مربوط بأعلاها قطعتي قماش أحدهما حمراء والأخرى بيضاء ، يفعلن ذلك وهن يبرّشن ويهللن ويرقصن ويرددن مغتبطات :سلِّم ما عطى مولايا فوق البيت رشقنا رايا | |
|
الجريح مراقب عام
رقم العضوية : 38 عدد المساهمات : 169 نقاط : 10471 الخبرة : 21 تاريخ التسجيل : 15/12/2010 العمر : 40
بطاقة الشخصية الولي: (5/5)
| موضوع: رد: فرّشنا الحصير وغربلنا التراب الأربعاء فبراير 23, 2011 7:57 am | |
| نطرب كثيرا عند سماعنا هذه الاهازيج مشكور على هذا الطرح | |
|