** التراث الشعبي لمدينة براك **
. كتبه: إبراهيم جهيم عبدالرحمن . صاغه: محمد الزيداني
* التراث الشعبي الفزاني له جذوره القديمة وله الصيت الذائع في ربوع الجماهيرية العظمى ، فأين موقع براك من ذلك التراث وتلك الفنون ؟
**
الفن الشعبي لهذه المنطقة متعدد الألوان فمنه الشعر والرقص والغناء فالشعر
الشعبي متعدد الأغراض أيضاً فمنه شعر الحكمة وشعر الغزل ، أما شعر الغزل
فهو يغلب عليه طابع الشعر الملحون وهو الذي يُتغنى به في الأفراح وخاصة ما
يسمى بتبييت الطبل وللدخول في هذا الحديث الطويل لا بد أن نبين الطريقة
التي يتم بها الفرح داخل هذه البلدة وما جاورها باعتبار
أن هذا الفن يتشابه في طريقة آدائه من حيث اللون والحركة والإيقاع في معظم
مناطق وادي الشاطئ عدا بعض الإختلافات الطفيفة الغير جوهرية.
* نبدأ بالسؤال عن الكيفية التي تم بها مراسم الأفراح والأعراس بهذه المنطقة ؟
** تبدأ أيام الفرح بيوم الثلاثاء والذي يسمى يوم ( العْلاقة أو القُفة أو الدّهْان أو التدقيق ) ففيه تُنقل أدوات الزينة و العطورالجافة إلى بيت العروس لغرض دقها ( سحقها
) وخلطها لِتُشكل منها أنواع شتى من العطور ، تنقل هذه الأشياء في قفاف
حيث تكون مصحوبة بإيقاع المقرونة أو الزكرة والطبل والدربوكة حيث يكون
الإيقاع المصاحب لهذه النغمات أسرع منه في ساعة الوقوف والجلوس لغرض إقامة
ما يسمى ( شوط أو طرح ) ، ويكون ذلك بُعيد صلاة العصر ويستمر حتى قُبيل صلاة المغرب وعند البعض حتى بعد ذلك بوقت يسير.
** في اليوم التالي وهو يوم الإربعاء ويسمى يوم الجهاز ( الزهاز )
يتم فيه نقل ملابس وأدوات العروس وغيرها من بيت العريس إلى بيت العروس ،
يتم ذلك مشياً على الأقدام لكن في ذلك اليوم تزداد وتيرة الإيقاع ويدخل
الكثيرون حلقة الرقص ويؤدي البعض رقصات خاصة تسمى ( التارقية ) يستمر ذلك حتى بعد صلاة العشاء ، ثم يتم تناول وجبة العشاء ويعودون بعدها لمواصلة العرس حيث يتم وفي وقت متأخر من الليل بتحنية العريس بجانب العروس ، وللعرس في هذه اللحظة إيقاع مميز يسمى (التخمير أو الكسر على العروس ) وله كلمات خاصة تبدأ بـ: اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد عليه السلام
، وهكذا إلى قرب بزوغ الفجر حيث يتقاطر أشخاص آخرون لهم باع طويل في نوع
آخر من الشعر الملحون يتميز بالحكمة ويؤدى بطريقة معينة لا يجيدها الكثيرون
ويتميز بها القليلون يسمى ( تبييت الطبل ) وهو كما أسلفنا ذو إيقاع خاص يؤديه المغنون بطريقة تؤثر في نفوس الحاضرين تخاطب عواطفهم وعقولهم في آنٍ معاٍ وتدعوهم الى الغوص في متاهات الحكمة مما يزيد في جمال وغموض اللحظة .
** يأتي بعد ذلك يوم الخميس وهو يوم الزفة فتنقل فيه العروس على جمل يعلوه هودج يسمى ( الباصور)
يتبعه الصغار والكبار رجالاً ونساء وأطفال وهم يهزجون وينشدون وتقوم
العروس من داخل هودجها برمي كسرات من خبز التنور على الأطفال فيتلقفونها
فرحين وهكذا تستمر الرحلة الى بيت الزوجية على خطوات الجمل المتمهلة
المنتشية بالغناء والإيقاع المصاحب و في ساعة العشاء أو بعده بقليل تبدأ
مرحلة زفة العريس فتكون البداية أحياناً حسب عادات أهل العروس برقصة( الكسكا ) ثم تتبعها الزفة المعتادة بقصيدة البُردة و غيرها من المدائح النبوية مثل:
الحمـد لله منشيء الخلق مـــن عـدم
ثم الصـلاة عـلى المختار في القدم
أو قصيدة: يارسول الله إني بك عبد مستجير