الـثــــــورة
الثورة لا يمكن لها أن تكون مؤامرة سياسية ، ولا انقلابأ عسكريأ يجلب أداة حكم دكتاتورية جديدة بدل أخرى يدمرها. إن الثورة هى عمليات تغيير جذرية فى بنية المجتمع البشرى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، فهى تهدم المجتمع الفاسد وتدمره وتبنى مجتمع الثورة الجديد.
و الثورية ليست انتقالاً بالطفيرة , و لا هي اعلان العنف المنظم ضد المجتمع الرجعي , و ليست علي كل حال قيام المجتمع الاشتراكي , لا ذلك قد يحدث كله مصاحباً للثورة , الا اننا لا نستطيع ان نطلق عليه ثورة , ادا انه لا يعبر عنها تعبيراً دقيقاً . لذلك , ليست الثورية صراع الشعوب ضد مستغليها كحركة رفض عملي و سطحي وغير معقد , ولا هي انتفاضات العمال حين يطالبوم برفع أجورهم , أو تحسين أوضاعهم , فذلك قد يحدث كله مصاحباً للثورة, أو تحسين أوضاعهم , أو سابقاً لهل , الا أننا لا نسطيع أن نسميه ثورة .
أن الثورة تندلع ضد أوضاع فاسدة تجسدها قواعد خاطئه وعلاقات ظالمة ، فلا تكون انتكاسأ أو ردة بالمجتمع ،بل تشكل فى تاريخه الاجتماعى قفزة هائلة الى الامام بتدميرها للقواعد الخاطئة والعلاقات الظالمة ،وبنائها مجتمعاً جماهيرياً لمصلحة جميع أفراده خالياً من كل مظاهر ألاستغلال والقهر والتخلف . غير أن التفكير في كل هذا , قد يستمر دهوراً طويلة ، وأجيالاً متعاقبة قبل أن نصل إلى وضع صورة بديلة للمجتمع البشرى القائم ، وقبل .ان نكشف أيضاً أن القيم الفاسدة والمفاهيم الخاطئه العلاقات الظالمة, يجب أن تزال ويجب أن تستبدل .
لقد أصبح واضحاً أن الثورة مراحل ثلاث هي :-
ــ اكتشاف القواعدا الخاطئه من علاقات وقيم ومفاهيم .
ــ تدمير هذه القواعد الخاطئه .
ــ بناء قواعد سليمة وعادلة مكانها.
وليس معنى هذا أن الثورة لا تحدث إلا بعد أزمات متطاولة هكذا كقانون قطعى لا يصح ولا يمكن تجاوزه , بل إن الزمن يطول ويقصر تبعاً لعاملين مهمين هما عامل الوعي بالواقع ، وعامل الجهد المبذول فى مقاومته . اذ يمكن ان يطول زمن التمخض دهراً، ويمكن ايضاً تقليصه الي شهور (الثورة اختصار للزمن ) فقط إن الوعي والجهد هما اللذان يقلصان آو يمططان الزمن الثوري بحسب قوتهما وضعفهما.
ومن هنا يتضح الفرق الشاسع بين الثورة كما نقصدها و بين الاستيلاء علي السلطة و الانقلاب عليها و التمرد ضدها . الثورة وفق مفهومنا هدا جذري حضاري متكامل وناضج , وولادة طبيعة و شرعية تتوفر لها سبل البقاء و الرسوخ . أماا لتغير فى البنية الفوقية في المجتمع فلا نعتبره في الواقع ثورة بالمعنى العلمي للكلمة ، فهو قد يكون ممهداً أو مهيئاً للثورة .
فمثلاً، لا يعتبر تغيير النظام الملكى بنظام جمهوري تغيراً ثورياً, ولا يعتبر استيلاء جماعة تقدمية على السلطة في بلد ما هو (الثورة ) فى ذلك البلدا، كما لا يعتبر تغير علاقات الانتاج وتحول ملكيتها يميناً أو يساراً ( ثورة ) فالتغير الثوري شمولي وجذري وقيمي , بمعنى إبداع حضارة جديدة وتقديم نموذج جديد للحياة الإنسانية متكامل وموضوعي، وليس متعسفاً ولا ممجوجاً كحل للواقع .
وفقاً لذلك , لا تكون الثورة مستقبلاً الا ثورة شعبية ، عارمة وجذرية ينتج عنها طبيعياً وضع جماهيري متلائم مع العصر الجديد في صورة مجتمع جماهيري شعبي تنعدم فيه الحكومة المتسلطة ، وينعدم فيه الاستغلال ، وتندثر فيه علاقات الظلم ، ويوجد فيه الناس .. . كل الناس فى ظروف متساوية قانونياً وموضوعياً، هذه مجملات لعملية التنظيم الثورى للوصول إلى الهدف المنشود.
طبيعة حركة اللجان الثورية:
وتبقي أداة تفجير الثورة الشعبية من أجل الهدف المنشود، هى حركة اللجان الثورية التى عن طريقها ستتعرض الجماهير العشبية لتعي واجباتها التاريخية في تدمير المجتمع الرجعي القديم ، وقامة المجتمع الجماهيري البديل .
إن شكل وهدف وأسلوب أي حركة ثورية تحدده مهامها. بمعنى أن الهدف هو الذى يحدد شكل الحركة وطريقة عملها وبرنامجها، وأسلوب وصولها الى هدفها. وهدف أي تنظيم أو حركة ثورية تحدده الايديولوجية الثورية ,ذلك أن الارتباط بين شكل أي حركة و محتوى الايديولوجية الثورية للوصول ألي الغاية هو وثيق جداً .
إن الأوضاع السائدة فى المجتمعات الإنسانية , مهما كانت مختلفة وظالمة ، ليست مؤهلة للسقوط دون تقديم بديل منها يستقطب الجماهير ويدفعها الى تأكيد قيمه و مفاهيمه وعلاقاته . ولن تكون علاقات الظلم بالتالى آيلة للسقوط ما لم يتم خوض معركة عقلية فى الفكروالاجتماع والسياسة ، وربما تبدأ سرية ، وتتطور الى شكل علني ، تدور رحاها فى أدمغة الناس ، وفى عقولهم ، لتسقط قناعاتهم ومفاهيمهم القديمة وتنتصر القيم والمفاهيم والعلاقات الجديدة .
ولكن لن يأتي هذا الا من خلال حركة ثورية ذات ايد يولوجية ونظرية ثورية . ذلك أن النظرية الثورية هى التى
تضع القواعد الظالمة تحت المجهر ليتم فضحها وكشفها وتعريها حتى يتسنى تحطيمها وتدميرها، ومن ثم تقدم البديل الذي تتعطش اليه الملايين المكبلة . أما الدي يحرض الجماهير علي الثورية و التغيير فهم أعضاء حركة اللجان الثورية.
وهكذا بتضح ان حركة اللجان الثورية.. اداة الثورة الشعبية هى حركة ثورية، وهى نعبير عملي وسياسي عن النظرية الثورية التي هى النظرية العالمية الثالثة مجسدة ومحددة بالكتاب الأخضر، الطريق الي عصر الجماهير وسلطة الشعب.
ولن يبشر بهذه النظرية العالمية ويساندها ويؤكدها الا الثورين المؤمنون، ولن تجسدها على أرض الواقع إلا القوة الثورية الصادقة ، وهذه القوة هى اللجان الثورية التى تعمل على تأكيد سلطة الشعب ، وتهدف إلى حرية الإنسان في كل مكان. وبما أن الحرية لا تهدى، ولا قيمة لها إلا إذا انتزعت انتزاعاً، أى بالقوة ، فإن الحل الوحيد الذى تتحقق به حرية الإنسان هو الثورة . فالثورة هى الحل الحاسم لقضية الحرية , و اللجان الثورية هي أداة الثورية الشعبية .
ومن هنا , يبدو واضحاً أمامنا سبب قيام اللجان .. أداة الثورية الشعبية ، كحركة ثورية وتغيير عملى وسياسي عن النظرية الثورية , التى هى النظرية العالمية الثالثة.. فكر الكتاب الأخضر.
ويبدو واضحاً أن اللجان الثورية ليست تنظيماً سياساً تقليدياً يهدف الى الاستلاء على السلطة ، بقدر ما هى مجموعه من الدعاة والمبشرين بالحضارة الجماهيرية الجديدة الذين يحرضون جماهير المجتمعات الإنسانية فى كي مكان على الثورة . لتحقيق مجتمع الحرية الذى تمتلك فية الشعوب السلطة والثورية والسلاح .
فمن حيث الهدف ، نجد أن حركة اللجان الثورية ذات أهداف سياسية واضحة . فهى الأولى فى التاريخ التى عدلت أهداف النضال السياسس للجماهير، بحيث وجهتها نحو انهاء والغاء وتحطيم كل الكيانات والمؤسسات والأدوات التقايدية , ومن ثم بقاء الجماهير وحدها لتخلق مؤسساتها الجماهيرية الخاصة ، وتصنع من نفسها الاداة الوحيدة للحكم .
واللجان الثورية كحركة ثورية ، هى التى عدلت من أهداف كل التنظيمات الثورية البالية التى كانت تحدوها فكرة ((النضال من أجل الشعب)) لتصبح (( نضال الشعب من آجل نفسه)) . وفي حين تقفز كافة التنظيمات السياسية الأخرى إلى السلطة لتحكم باسم الجماهير، مدعية أنها تحس بإحساس الجماهير وتشعر بمشاعرها وتدرك أمانيها، نجد أن اللجان الثورية - كحركة ثورية - تدرك منذ البداية أنه ليس فى مقدور آحد آن يحس نيابة عن الجماهير، ولا آن يشعر بمشاعرها، آو يتمنى آمانيها، ولا حتي الحركة الثورية نفسها .
وبذلك تكون كل التنطيمات القديمة ، ما قبل اللجان الثورية قد تخلفت ، وصنفت كعدو للجماهير الشعبية تمارس عليها الدجل من أجل الحكم , وتمارس عملية تجهياها من أجل الاستمرار في السلطة و الحكم نيابة عن الجماهير .
ان الشكل التنطيمي الجديد، قد نسف كل الأشكال التنظمية الثورية البالية وحتى السياسية منها التي تتكون من أصحاب الرؤية الواحدة أو المصلحة الواحدة ، او الجهة الواحدة ، وهذا ما جعلها تلاقى رفضاً جماهيرياً، لأن هذه التنظيمات ذات البناء الهرمي المغلق تناقض مصالح الجماهير وتتعارض معها.
ومن حيث البناء التنظيمى، نجد أن اللجان الثورية ، كحركة ثورية جماهيرية ، لا تفتعل الجانب التنظيمى ولا
تستهدفه ، بل نجد أن البناء التنظيمى فيها هو نتاج طبيعى وتلقائي ,حيث يلتقى الثوار داخل المثابة لقاء طبيعيأ كأفراد عاديين يحتفظون بعلاقاتهم العائلية والقومية والدينية و المهنية يا, ولقاؤهم لغرض واحد فقط وهو التبشير بحضارة جديدة, ومستقبل أفضل للجماهير.
هذه الصورة القاتمة فى أذهان الجماهير لجميع التنظيمات السياسية الهرمية المتصارعة على السلطة تؤكد مقولة الكتاب الأخضر. . المنهج الفكرى والدليل العملى للجان الثورية أداة الثورية الشعبية بأنه ليس للديمقراطية ، إلا وجه واحد ونظرية واحدة ، وما اختلاف الأنظمة التى تدعى الديمقراطية ، إلا دليل على أنها ليست ديمقراطية . ليس لسلطة الشعب إلا وجه واحد ولا يمكن تحقيق السلطة الشعبية إلا بكيفية واحدة ، وهي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ، فلا ديمقراطية بدون مؤتمرات شعبية ، واللجان فى كل مكان » . وهكذا نرى أن الحزب ، مثله مثل أى تنظيم سياسي آخر، يسعى أساسأ الى الاستيلاء على السلطة . وهو يتكون من ذوى المصالح الواحدة أو الرؤية الواحدة ، أو الثقافة الواحدة ، أو المكان الواحد أو العقيدة الواحدة ، وهو يعنى تحزب مجموعة من الأفراد مع بعضهم من أجل فرض مصالحهم أو رؤيتهم،أو ثقافتهم ، أو عقيدتهم على باقي أفراد المجتمع . وهم بذلك يسعون للوصل إلي السلطة بأي طريقة كانت من آجل تحقيق مراميهم السياسية المتمثلة فى الاستلاء على السلطة وممارستها نيابة عن الجماهير.
ان الحزبية إجهاض للديمقراطية ء لآنه لا معنى للديمقراطية طالما أن هناك مجموعة من الناس متسلطة وعلي بقية طبقات المجتمع الأخري ، أو فئات المجتمع ، وتفرض عليها رؤيتها وفق مصالحها.
ان الحزب والتحزب ، تزييف لإرادة الجماهير، والحزب هو جزء من الشعب ، وليس كل الشعب ، وهو حكم جزء للكل و الحزب يمثل جزاً من الشعب ، وسيادة الشعب لا تتجزأ. (الحزب يحكم نيابة عن الشعب ، والصحيح لا نيابة عن الشعب ). ففى ظل الديمقراطية المظهرية لحكم الأحزاب نجد أن الحكومة هى حكومة الحزب ، والمنفذ هو الحزب ، والمراقب هو حكومة الحزب ، فى حين أن مصالح الجماهير متعددة ، وبالتالى لايجوز ديمقراطياً أن يفرض الحزب هيمنته علي كافة أفراد المجتمع .
ومن ذلك يتأكد للجماهير الشعبية أنه لا طريق أمامها للخلاص من جميع أدوات الحكم ،الا الانتظام داخل المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية التى تتجسد فيها ديمقراطية القرار النابع من احساس وآلام وآمال الجماهير، وذلك بفضل تحريض وترشيد اللجان الثورية . . أداة الثورة الشعبية ، والعصب الذى يشكل شرايين المجتمع الذى يتحول ثوريأ. وهى ليست حزبأ ولا طاثفة ، ولا طليعة ونما هى حركة ثورية دائمة من أجل تحريض الجماهير على الثورة وترسيخ سلطة الشعب فى المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية .اللجان الثورية إذن ليست جماعة مستقلة عن المجتمع الأصلى للافراد ولا تضع فى توجهاتها العملية مزايا أو مكاسب ينالها أعضاؤها مثل الأحزاب ، بل انها تحظى بنظام رقابة ثورية ذاتية داخلية تتابع عمل العضو وتقيمه وترشيدة ، وقد تعاقبة إذا أضر بسلوكة ، أو تجاوز الحدود الموضحة في مهام اللجان الثورية ، آو لم يحترم المواصفات المطلوبة لأفراد حركة اللجان الثورية .
فاللجان الثورية جماعة من الدعاة والمعلمين المؤمنين بحق الجماهير فى حياة حرة كريمة وعادلة ، وهم يسعون الى خلق ظرف مناسب يمكن هذه الجماهير من تحقيق إرادتها وتلبية رغباتها، دون أن يفرض آعضاء الحركة الثورية آنفسهم محلى الجماهير فهم جزء منها وليسوا نوابآ عنها.
أن اللجان الثورية تقوم بتنفيذ برنامجها عن طريق إقناع الجماهير به ، دون أن تتدخل فى شؤون الأفراد الأسرية والمهنية والتربوية ، سواء ما يتعلق منها ،بأساليب الحياة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية ، الأفراد حياتهم الخاصة والمستقلة .
وتدخل اللجان الثوري فى حوار مع كل فرد حول قضايا حياتية هامة بالنسبة للجميع ، فى السياسة والاقتصاد والاجتماع ، كأن تناقش أماليب الديمقراطية الحقيقية والزاثفة ، أو قضايا السكن ، أو التجارة الخامة الاستغلالية ، أو ما إليها من قضايا. وتتبع اللجان الثورية فيها أسلوب المحاورة العلمية التبشيرية التى تستهدف إقناع أفراد المجتمع بالحلول السليمة التى طرحها فكر الكتاب الأخضر، دون أن تتحول اللجان الثورية إلى قيم أو وصى على الجماهير.
ومن حيث الأملوب ، نجد أن اللجان الثورية تعتمد أسلوب إظهار كل شىء على حقيقته لينتهى التجهيل والتضليل ، كاشفة الأخطاء والمزالق ، موضحة الحقاثق التى تنير المستقبل للجماهير، ومتخذة أسلوب الدعوة المباشرة لجميع أفراد المجتمع ، للقيام بعمل جذرى هو الإعداد للثورة الشعبية التى تقوم بها الجماهير الشعبية المنظمة فى مؤتمرات شعبية أسامية . فتستولى الجماهير الشعبية على السلطة وتقيم كيانها . مدمرة بذلك الكيانات الدكتاتورية جميعها.
مهام اللجان الثورية :
ليس من مهام اللجان الثورية تولى السلطة ، والا كانت احدى أدوات الدكتاتورية التى تمارس السلطة دون الجماهير وبالنيابة عنها. أن الصرخة الجديدة التى تطلقها الجماهير ((لا نيابة عن الشعب والتمثيل تدجيل )) هى المبداء الجديد الذى تعمل اللجان الثورية على إحلاله محل المقولات الرجعية التى تدور آساساً حول فكرة أحسن تمثيل للشعب .
أن مهمة اللجان الثورية هى تحريض الجماهير على القيام بالثورة لتصل الجماهير ألي السلطة . واللجان الثورية هى أداة تنطيم الجماهير سراً وعلناُ فى مؤتمرات شعبية ولجان شعبية . واللجان الثورية هى أداة الاقتحام أمام الجماهير لتعويض أركان السلطة الاستبدادية المتحكمة في الشعب.
هكلذا فاللجان الثورية هى الإطار السياسي والعملي . الذى يجمع القوة الثورية فى أى مكان . وهى القيادات الثورية للجماهير العريضة التى تقودها نحو مواقع متقدمة كل يوم . وهى العصب الذى يحرك الجماهير. وهى التى تشكل شرايين المجتمع الذى يتحول ثورياً. وهى أداة التبشير بالحضارة الجديدة وفكر الكتاب الأخضر.
والمثابة هى المقر الذى تلتقى فيه القوة الثورية سواء فى نطاة المؤتمر الشعبى الأساسى، أو المؤتمر الطلابى، أو المؤتمر المهنى الإنتاجى، أو المؤتمر الحرفى,أو أى موقع جماهيرى آخر. والمثابة هى العنوان الدائم الدي يتم من خلاله الاتصال بالقوة الثورية فى الوسط الجماهيرى لتلك المثابة ، والذى يتم من خلاله آيضاً تحرك القوة الثورية فى أى برنامج ثورى.
وعضو اللجنة الثورية هو مثال للإنسان النموذجى الجديد الملتزم خلقياً وقومياً، وثورياً, وقدرة فى المهارة والمسلك , ورسول الحضارة الجماهيرية الجديد, والمبشر بعصر الجماهير. وهو كذلك البعيد عن المصالح الذاتية , والمتفاني في خدمة مصلحة الجماعة ، وهو الذى يعمل بصمت وجد بعيداً عن الاسترخاء والاتكالية . والإنسان الذى يريد أن ينضم الي اللجان الثورة , لا بد أن يضع في اعتباره أنه لا يملك أى سلطة ، وأن هدفه هو ترسيخ سلطة الشعب الذى لا سلطة لسواه ،حيث إن اللجان الثورة ليست حزباً ولا قبيلة ولا غير ذلك من التكتلات التى أوجدها البحث عن السلطة والمصالح الأنانية .
واللجنة الثورية مفتوحة أمام كل من أمن واستوعب فكر الكتاب الأخضر. . فكر الثورة ، وقادر على أن يكون نموذج الإنسان الجماهيرى الجديد الذى يبشر بعصر الجماهير وسلطة الشعب .
ان أساسيات مهام اللجان الثورية تندرج تحت مقولات فقهية تتلخص في تحريض الجماهيرعلى ممارسة السلطة.. ترسيخ سلطة الشعب . . ممارسة الرقابة الثورية . . تحريك المؤتمرات الشعبية . . ترشيد اللجان الشعبية . . حماية الثورة والدفاع عنها، والدعاية لها.
المهمة الأولي :
من أساسيات مهام اللجان الثورية . . أداة الثورة الشعبية ، هى تحريض الجماهير على تفجير الثورة الشعبية وتمكينها من الاستيلاء على السلطة والثروة والسلاح
.
المهمة التانية :
تحريض الجماهيرعلى ممارسة السلطة ، ويتم ذلك في أثناء انعقاد المؤتمرات الشعبية ، وفى أثناء تصعيدالجماهير للجان الشعبية وأمانات المؤتمرات الشعبيةالأساسية ، ويشمل التحريض :
ــ توضيح الرؤية أمام الجماهير لتصل إلى اتخاذ القرارالسليم .
ــ الكشف عن أية محاولات للتدخيل أو خداع الجماهير.
ــ توضيح الأبعاد الحقيقة للموضوعات التى تناقشها الجماهير فى مؤتمراتها حتى تكون على دراية تامة بمسؤولياتها تجاه تلك الموضوعات ، ونتاثجها.
ــ العمل على أن تختار المؤتمرات الشعبية عناصر قيادية ثورية , وهذا لا يكون بفرض أشخاص معينين وأنما بتوعية الجماهير وترشيدها للاختيارات السليمة .
المهمة الثالثة:
ترسيخ سلطة الشعب , إن النتيجة التى تقود اليها المهام الثورية المنوطة باللجان الثورية هى ترسيخ سلطة الشعب ، أى أن كل المهام تنصب أساساً حول هذه المهمة .
ان تحريض الجماهير على ممارسة السلطة وترسيخها، ليست بالمهمة السهلة , لأن الجماهير الشعبية لم تكن متعودة على السلطة وتخشاها، فالسلطة تعنى فى ظل الأنظمة الدكتاتورية السوط والسجن والسيف والموت . ولهذاء فإن الجماهير التى عانت من القهر والبطش على أيدي السلطة , تحاول أن تعيش بمعزل عنها، ولذا فإنه من واجب كل لجنة ثورية فى أى وسط جماهيري أن تدفع الجماهير إلى تحمل المسؤولية واتخاذ القرار، وأن تبدد كل رهبة وخوف فى نفوسهم ، وتلك مهمة تحتاج إلى عمل ثورى شاق ومستمر، فاستمرارية العمل تؤدى الى التعود على السلطة والتمسك بها والتصدي لمن يحاول أن ينتزعها منها، وبذلك تترسخ سلطة الشعبه , وتتحقق الحماهيرية .
المهمة الرابعة :
ممارسة الرقابة الثورية ، ويتم ذلك عن طريق كشف الممارسات التى تقوم بها عناصر معادية للثورة والتى تتعارض مصالحها الخاصة مع مصالح الجماهير. . تلك العناصر التي لم تستوعب بعد أن المجتمع الجماهيرى هو مجتمع كل الناس ، وليس مجتمع النخبة والصفوة والطليعة . كما يقع على عاتق اللجان الثورية كشف هذه العناصر ومحاسبة ومعاقبة مرتكبي الممارسات الخاطئة أمام جماهيرالمؤتمرات الشعبية , ويتم ذلك علناً ومباشرة على أن يكون الرأى الأخير للجماهير, إذ لا يجوز للجان الثورية ممارسة السلطة نيابة عن الجماهير، ولا أن تتخد قراراً نيابة عنها, إنما تقع على اللجان الثورية مهمة الكشف لمساعدة جماهير المؤتمرات الشعبية لاتخاذ الإجراء السليم والوصول إلى القرارات الشعبية الصحيحة .
المهمة الخامسة :
إن مجرد الإعلان عن قيام سلطة الشعب ، لا يعنى أن كل الجماهير ستندفع تلقائياً إلى المؤتمرات الشعبية الآساسية لتمارس حقها الذى لم تمتلكه في يوم ما، وذلك بسبب العائق النفسي وبقايا العلاقات الاقتصادية ومخلفات السلطة السياسية ، وركام العادات والتقاليد المكرسة للعلاقات الظالمة ، وهذا كله يحول دون ذلك إلا أنه لا يشوه النظرية ولا يطعن فيها. فلا يمكن بين ليلة وضحاها.القضاء علي السلبية , بل ان مقاومة الجديد ستستمر فترة من الزمن , و الامر هنا لا يتعلق بالاقناع و الاقتناع النظري فقط , بل يتعلق أيضاً بالاقتناع العملي , أي تثبيت سلطة الشعب عملياً كحل نهائي لنضال الجماهير ضد أدوات الحكم .
وهذا لا يتأتي الا بزج الجماهير في معمة الممارسة العملية , و التخلي عن موقف المتفرج . ودور اللجان الثورية هنا يتمثل في دفع الجماهير لممارسة حقها و الانضمام الي المؤتمرات الشعبية , وتبصير الجماهير بأهمية هذه المؤتمرات التي عن طريقها تناقش و تقرر جميع القضايا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية , وكذلك توعية الجماهير و تبصيرها بالفداحة و الخسارة التي تتكبدها لو سلبت منها السلطة الشعبية .
المهمة السادسة :
اللجان الشعبية هي المسؤولة عن الادارة الشعبية و عن تنفيد قرارات المؤتمرات الشعبية , حيث قد حلت هذه اللجان محل الادارة الحكومية التقليدية . ففي سلطة الشعب لا مكان للادارة الحكومية , انما تختار الجماهير أعضاء اللجان الشعبية التنفيدية , وأمانات المؤتمرات,وهذا الاختيار يتم بطريقة مباشرة.
و اللجان الثورية هي التي تتولي مهمة ترشيد اللجان الشعبية وأمانات المؤتمرات الشعبية الي الطريقة السليمة المتوافقة مع سلطة الشعب , فيما يتتعلق بتنفيد اللجان الشعبية لقرارات المؤتمرات الشعبية , ومن خلال الندوات و المحاضرات الفكرية ,وأيضاً من خلال برامج العمل التي تطرحها اللجان الثورية علي المؤتمرات الشعبية و اللجان الشعبية .
المهمة السابعة :
حماية الثورة والدفاع عنها و الدعاية لها . وذلك بأن تتصدي اللجان الثورية ــ أينما كانت ــ لتلك الفئات الرجعية الحاقدة على الثورة ، والتى تعمل باستمرار على شد الثورة إلى الوراء, لأنها ترى فى تقدم الثورة وتحقيق طموحاتها قضاء على مصالحها الاستغلالية .
وتكون حماية الثورة كذلك بالتصدي للانتهازيين والمتسلقين والمتسترين بشعارات الثورة لكى يتمكنوا من الوصول إلى المراكز التى تمكنهم من تحقيق مصالحهم الشخصية والمتعارضة مع مصالح المجتمع ككل . إن الانتهازى المتسلق يريد أن يحول الثورة عمداً إلى أداة لتحقيق مصالحه ، واللجان الثورية هى التى تتولى مواجهة وتعرية هذه الفئة أمام الجماهير.
أما الدفاع عن الثورة , فيكون بالتصدي للممارسات الفاشية والتسلطية على الجماهير, إن من يرون فى أنفسهم فئة ممتازة عن فئات الشعب الأخرى، يرون من حقهم أن يستولوا على السلطة والثروة والسلاح . إن هؤلاء لا مكان لهم فى مجتمع سلطة الشعب . وعلى اللجان الثورية الوقوف فى وجه أى مغامر قد يحاول سرقة سلطة الشعب واعادة الجماهير الى أغلالها.
أما الدعاية للثورة ، فتكون بالإيمان بمبادىء وفكر الثورة والتبشير بالمقولات الفقهية التى جاء بها الكتاب الأخضر، والتى تنشد تحقيق حرية وسعادة الإنسان أينما كان . وتكون اللجان الثورية هى المحرض على تفجير الثورة الشعبية لأنها هى الحل الحاسم لقضية الحرية .
وهكذا يتضح أن حركة اللجان الثورية هى حركة ثورية , وهى تعبير عملي وسياسي عن النظرية الثورية التي هى النظرية العالمية الثالثة مجسدة فى الكتاب الأخضر. وان اللجان الثورية ليست تنظيماً سياسياً تقليدياً يهدف إلي اغتصاب السلطة وممارستها نيابة عن الجماهير، بقدر ما هي مجموعة من الدعاة والمبشرين بالحضارة الجديدة ، الذين يحرضون جماهير المجتمعات الإنسانية فى كل مكان على الثورة لتحقيق مجتمع السعادة الدي تمتلك فيه الشعوب السلطة والثروة والسلاح .
اللجان الثورية و حرق المراحل :
تمثل اللجان الثورية , أداة التغيير الثورى إلى المجتمع الجماهيرية , وحرق المراحل . وهى لا تؤمن بالانتقال المرحلى، ولا ترى مبررأ وضرورة للمرور بمراحل انتقالية حتمية , كالانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية , ومن الاشتراكية الى الشيوعية . إن هذا التفسير للثورة , والذى أصبح قاعدة من قواعد الثورة الماركسية ، هوما خلص إليه ماركس فى تحليله للتاريخ الإنسانى . حيث أنه قد حدث انتقال من عصر الرقيق ، إلى مجتمع الأقطاع , ومن الاقطاع الى الرأسمالية , وقياساً على هذه المراحل التى مرُ بها المجتمع الإنسانى, تم الاستنتاج لدي الماركسيين بضرورة الانتقال المرحلي من الرأسمالية إلى الاشتراكية , ومن الاشتراكية إلى الشيوعية .
ولكن اللجان الثورية ترفض هده الحتمية المسلم بها لدي الماركسيين , لأن إرادة الإنسان هى المعول الأساسى فى حركة التاريخ . وهى القادرة على صنع البديل , وإلغاء كل ما يتناقض ويتعارض مع إردة الإنسان. ففي .أي بلد، إقطاعي, أو برجوازي، أو اشتراكي، أو ملكي, أم جمهوري، اذا وقعت فيه ثورة شعبية بفعل تحريض اللجان الثورية ، فإنه يمكن انتقاله رأساً إلى الجماهيرية ، ويتأسس المجتمع الجماهيري، وتنتهي الحكومة ، والطبقة ويتحطم نظام الأجرة ، ويتحقق مجتمع الشركاء وتقوم الجماهيرية . وفي إمكان أي محلل ثوري أن يصل ألي هذه التيجة وهي : إن كل مجتمع قادر على الثورة يستطع أن يدمر المجتمع القديم بالثورة الشعبية ، ويبني المجتمع الجماهيري دون المرور بمراحل كما تزعم النظرية الماركسية في تحليل التاريخ والثورة .
فإذا قامت الجماهير الشعبية بالثورة ، داهمت السلطة الحكومية وأقامت بدلاً منها اللجان الشعبية وانتظمت الجماهير في المؤتمرات الشعبية ، فإن الحكومة تختفي نهائياً وبشكل فوري وتلقائي، وقد يتحقق ذلك في شهرأو أقل بفعل التحريض الواعي والمستمر من قبل اللجان الثورية .
والثورة التي يقدر الماركسيون آلاف السنين لحدوثها، ولاختفاء الرموز السلطوية التى تفجرت من أجل القضاء عليها، اتضح أنها قد تحدث فجأة إذا توفر الوعى الثورى لدي الجماهير, واتضح أنه بإمكان العبد أن يصبح سيداً فى المؤتمر الشعبي ، وأن يصبح الأجير شريكاً، وأن يختفي الاستغلال والأجرة .
فما الداعي إذن للأخذ بفكرة المراحل هذه التى أصبحت خرافة من خرافات الأحزاب الشيوعية التى تدعى أنها ((طليعة الشغيلة ))والشغيلة نفسها هى التى فرضت هذا التحليل الثورى، ولسان حالها يقول : إننا لا نستطيع أن ننتظر أكثر من هذا الانتظار، ولا نستطيع أن نتنازل عن جهدنا وإنتاجنا إلى الأبد، حتى يتم هذا الانتقال الخرافة . وهذا ما أكدته كل الأحداث التى عصفت بكثير من البلدان الماركسية والتى انفلت زمام الأمور من بعضها.
إن النظرية الثورية التى طرحها الكتاب الأخضر، والثورة الشعبية التى تنبأ بها ــ وأداتها اللجان الثورية ــ قد ألغت وحرقت المراحل , وأثبتت زيفها وبطلانها ، لأنه ليس لها وجود علمى أصلاً ولا تستند إلى سند فكرى سليم , بل هى خرافة ودجل تاريخى مارسته الأحزاب الشيوعية للهيمنة على الجماهير الشعبية حتى تكون خاضعة لها إلى الأبد، ولكن ، بتحريض اللجان الثورية ــ أداة الثورة الشعبية ، فإنه أصبح بالإمكان الآن الانتقال رأساً إلى الجماهيرية التى تكون فيها السلطة شعبية بالمؤتمرات الشعبية الأساسية واللجان الشعبية , ويصبح العمال شركاء لا أجراء. . وتلك الرسالة التى يحملها الكتاب الأخضر إلى شعوب الأرض . واللجان الثورية ــ أصحاب الرايات الخضراء ــ هم وحدهم المعنيون بإيصال هذه الرسالة إلى الناس كافة ، لأنهم رسل الحضارة الجماهيرية الجديدة ، والمبشرون بعصر الجماهير.
سمات اللجان الثورية :
إن أعضاء اللجان الثورية هم أولئك الذين يكتشفون عن طريق الكتاب الأخضر زيف الديمقراطيات المعاصرة وحقيقة مجتمعات الاستغلال ، فيتحولون إلى ثائرين للانتصار لقضية الحرية وإعاذة بناء المجتمع الإنسانى من جديد وتغيير حياة الناس تغييراً جذرياً، حيث السيد يصبح سيداً فقط على نفسه ، والعبد يصبح حراً وسيداً، والأجير يصبح شريكاً فى الإنتاج ويتحرر من الأجرة ومن رب العمل ، والبيت يصبح لساكنه ، والأرض تصبح ملكاً للجميع , فيختصرون الزمن من أجل منع التقدم ، ورد الاعتبار لمن اغتصبت حقوقه ، وجرحت كرامته , وأهينت كبرياؤه . أى أعضاء اللجان الثورية هم أولئك الذين لهم القدرة على إحداث التحول من الأسوأ إلى الأفضل ، ومن العبودية إلى الحرية ، ومن التجزثة إلى الوحدة ، ومن الانحطاط إلى النهضة والقوة والمنعة ، وهم الذين لهم القدرة على إعلان الثورة ــ إعلان الحرية .
ولكي لا تكون ثورة كل واحد منهم مجَرد محاولة فردية انتحارية يائسة فهم ينضمون بعضهم إلى بعض مشكلين لجاناً ثورية فى كل مكان ، حيث ((لا ثوري خارج اللجان الثورية )) و((اللجان في كل مكان )) أى لا بد من حضور كل الثوريين العقائديين فى مثابات اللجان الثورية من أجل العمل الجماعى الجماهيرى المنظم ضمن برنامج محدد, لأن إنسان الثورة ، الذى يسعي إلى إحداث التغيير الثورى والتعامل مع أوضاع المجتمع عموماً، لا بد له من برنامج محدد يجمعه مع غيره من الثوار محددين أساليب عملهم وأهدافهم التى يسعون إلى تحقيقها، ومحددين بعقل جماعى الأوقات الدقيقة لتنفيذ هذه المهام ، وهذا ما يمكن أن نعبر عنه بالجماعية التى هى سمة العمل الثورى.
والمثابات الثورية هى مقار اللجان الثورية , وفيها تلتقى اللجان الثورية , وهى العنوان الدائم الذى يتم به الاتصال باللجان الثورية سواء فى نطاق المؤتمر الشعبى الأساسى ، أو المؤتمر الطلابى , أو المؤتمر الإنتاجى المهنى , أو أى موقع جماهيري آخر, وهى أيضاً المكان الذى يتم من خلاله تحرك اللجان الثورية لتنفيد أي برنامج عمل ثوري داخل الجماهير .
وعضو اللجنة الثورية , هو ذلك الإنسان النموذجي الجديد, الملتزم خلقياً وثورياً, وقدوة فى المهارة والمسلك , ورسول حضارة عصر الجماهير, والبعيد عن المصالح الذاتية , والمتفانى فى خدمة مصلحة الجماعة , والمثقف ثقافة ثورية , والمتشبع بفكر الكتاب الأخضر. حيث «لا ثورى بدون فقه ثورى» و«لا ثورى بدون ثقافة ثورية ».
اللجان الثورية .هى طليعة الزحف الأخضر فى العالم ، وهى تشكل حركة عالمية خضراء، معاكسة تماماً لجميع الحركات السياسية فى العالم . مهمة اللجان الثورية إفساح الطريق أمام الجماهير لكى تحل محل التنظيمات السياسية الحزبية والنيابية والرئاسية والملكية . لذلك تختلف اللجان الثورية فى تنظيمها وفى أسلوبها وفى مهامها وفى فكرها ورمزها الأخضر عن جميع الحركات والتنظيمات السياسية التى عرفها العالم ، والتى يهدف أفضلها الى إيجاد أحسن أسلوب لتميل الشعب .
أما راية حركة اللجان الثورية الخضراء ــ اللون الأخضرــ فهى ترمز إلى الحياة والأمل والمستقبل الذى تحلم به الشعوب فى كل مكان . إن كافة الألوان التي تستخدمها الحركات السياسية فى العالم لا ترمز إلى الحياة ، بل ترمز إلى الدمار والفناء والخراب ، وهى تبعث فى الإنسان اليأس والتشاؤم .
لذلك أصبح اللون الأخضر رمزاً لحركة اللجان الثورية . . طلائع الثورة الشعبية ، وأصبح الاخضرار يدل على وجود ثوار, ولجان ثورية , ومبشرين بالكتاب الأخضر.
المساءلة الثورية :
إن الممارسات التي اتسمت بالإرهاب المادى والمعنوى باسم العنف لن تقع دون حساب من ناحية , ومن ناحية أخرى تصنف ممارسات فاشية ، تأتى بها العصبة ذات القوة المعادية للحرية ، والتى لا تخدم إلا نفسها، وبالتالى، فهى عمل معاد للثورة فى نتيجته ولو صدر دون قصد. . بل وحتى من موقف ثوري.
إن العف أسلوب ضروى لحماية الثورة . ولكن ضد أعداء الثورة وهم قادرون على مقاومتها. أما خلاف ذلك فهو أسلوب قذر وجبان يدخل في قائمة الأضطهاد الذى لا يقبله الثوريون إطلاقاً.
إن أى أسلوب لأى عضو فى لجنة ثورية لا يؤكد سيادة المؤتمر الشعبى, لا يمت لمهمة حركة اللجان الثورية , وسيقاوم حتى يقضى عليه .
وإن أى أسلوب يهدف لخلق أتباع ورؤساء، يسحق بلا مناقشة ، لانه أسلوب معاد للثورة وللجماهيرية ، وينسب الى مجتمعات العسف و الاستغلال التقليدية .. التاريخى للجماهيرية .
إن الإشاعة والمبالغة والنقض والغرضية في تناول المواقف الثورية وأصحابها هى خيانة للأخلاق الثورية المبنية على الالتزام الثوري, تؤدى إلى حرق أهلها.
ولن يتهاون مع الذين يميعون العمل الثورى ويتفهمون قضية الثورة العظيمة , والذين فشلوا فى مواجهة الأعداء والقيام بالمهام الثورية التاريخية , فراحوا يعوضون عن عجزهم بالبحث عن ضحايا من رفاقهم , وبالبحث عن السذج لتكوين زعامة زائفة عليهم. فالشعب هو السيد. . السلطة للشعب ، ولا سلطة لسواه ، يمارسها عن طريق المؤتمرات الشعبية ، واللجان الشعبية .
وليس من مهام اللجان الثورية تولى السلطة ، وإلا كانت . إحدي الأدوات الدكتاتورية التي تمارس السلطة دون الجماهير وبالنيابة عنها .
كل لجنة ثورية تقوم بمهامها الثورية داخل نطاق وسطها الجماهيرى «المؤتمر الشعبى» .
إن التضحية بثوريين تمسى ضرورة عندما يشكلون بداية أو بادرة انحراف عقائدي أو سلوكى حتى لو بدافع ثوري , كما أنها لازمة لإسقاط وهم المصونية .
الجانب التنظيمي :
اللجان الثورية حركة عالمية مفتوحة هدفها إقامة وتأكيد الجماهيرية ، وهى وحدها التى لا تسعى للوصول إلى السلطة انسجاماً مع ايديولوجيتها.
إن أعضاء اللجان الثورية هم الأفراد المؤمنون بالنظرية الجماهيرية ، والذين يكتشفون عن طريق الكتاب الأخضر زيف الديمقراطية المعاصرة وحقيقة مجتمعات الاستغلال ، ويعملون على تفجير الثورة الجماهيرية . وبناء المجتمعات الجماهيرية .
إن التنادى هو أساس ألانضمام لحركة اللجان الثورية ، وهو لا يعنى السماح للعناصر غير الثورية بالانضمام إليها، كما لا يعنى إضفاء الحصانة عليهم ، ولا يلغى أهمية الاكتشاف والمتابعة .
إن وعى اللجان الثورية بدورها، كأداة لتحقيق وتأكيد السلطة الشعبية ، وهى تمارس بعض المهام الاستنائية الضرورية لإقامة وتأكيد مجتمع الجماهيرية ، هو الذى يمنعها من التحول إلى أداة سلطوية نائبة عن الجماهير.
إن ديمقراطية العمل اثلورى هى أساس الإبداع . المبادرة الذاتية والجماعية سمة العمل الثورى. لا مكان للولاءات الفردية والشللية والقبلية داخل حركة اللجان الثورية .
كلما جذرت حركة اللجان الثورية الوعى الثورى داخل الوسط الجماهيرى ، تحقق ذوبانها فى الجماهير، وتأكدت الجماهيرية .
لا علاقة للجنة ثورية بلجنة ثورية أخرى، إلا في حالات الحسم الثورى.
مواصفات عضو اللجنة الثورية:
* أن يكون مؤمناً بالظرية الجماهيرية ويعمل على تحقيقها.
* ألا تكون له صلة بالثقافات التقليدية القديمة ،أو أثبت تخليه عنها .
* أن يثبت إدراكاً وفهمأ عاليين للفكر الجماهيري والحركة العالمية الجديدة . . حركة اللجان الثورية شكلاً ومضموناً وثقافة وسلوكاً.
* أن يرهن عملياً على صدق فوله من خلال مشاركته في مختلف المعارك الثورية التحولية ، ومن خلال ممارسته لمهام اللجان الثورية .
* أن يثبت التزاماً عالياً بكل القيم الثورية والتنظيمية سلوكاً وممارسة .
* أن يؤمن بدور الدين والقومية أو العامل الاجتماعى فى تشكيل المجتمعات البشرية فى حركة التاريخ .
* أن يمر بكل مراحل الثقيف الثورى المقررة بحركة اللجان الثورية .
* أن يقبل تنفيد أي مهمة ثورية يكلف بها , وأن يكون ملتزماً ومنضبطاً .
تلك هى اللجان الثورية فى تنظيمها، ومهامها وأسلوبها كحركة ثورية جديدة ، فريدة نموذجية ، متصفة بصفات أسلوبية وتنظيمية متطابقة مع أغراضها الثورية الجماهيرية .
فهى ليست بديلآ عن المجتمع الحقيقى, بجعل نفسها مجتمعاً بديلاً وهمياً للافراد المنتمين إليها , بل هي جزء من المجتمع ولا ترى نفسها متميزة عنه .
وهي حركة مفتوحة تستوعب أولئك الثوار الجدد الذين استطاعوا عن طريق دراستهم للنظرية الثورية ــ فكر الكتاب الأخضر ــ أن يحدثوا التغييرات لثورية اللازمة .
وهي حركة غير بيروقراطية البنية , لا تعتد بالأقدمية , فلا فرق بين أولئك الذين انضموا إليها حديثاً أو أولئك الذين بادروا بتأسيسها , فالحركة الثورية ديمقراطية التكوين و التسسيير و الهدف .
وهي معلنة الأهداف , ومحددة المهمة بوضوح كامل , لا اضطراب في مفاهيمها , ولا ارتباك في أدبياتها , ولا تناقض بين دعوتها وسلوكها , فهي إد تؤمن بالشعب كسيد مسؤول عن نفسه , لا تمس هذه القناعة بأي شائبة سلبية , وإنما ترسخها دائماً و تثريها بما يعمقها فكراً و سلوكاً و ممارسة .
وفي حين أنه يرتب واجبات أساسية ــ من خلال الاقتناع العلمي ــ علي كل فرد من أفرادها , فهي لا ترتب أي نوع من الامتيازات مهما كانت بسيطة , فهي معادية للبيروقراطية و الانغلاق و الانفصال عن المجتمع , وتعتبر من صفاتها الاحتفاظ لكل فرد فيها بموقعه الشعبي الذي كان يشغله قبل انضمامه إليها .
وهي بذلك لا تتحسس من الأفراد الذين خارجها , وتعتبر جميع الناس في المجتمع أهلها ومواطنيها بلا فروق , فتتقبلهم بسهولة داخل الحركة الثورية , وتثقفهم ثورياً وهم خارجها , وتحرضهم علي الثورة الشعبية .. ثورة الغد , وتسليم السلطة و الثروة و السلاح .
وحتماً ستنتصر رسالة اللجان الثورية ..........